روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات أسرية | هل لزوجي حياة.. لا أعلمها؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات أسرية > هل لزوجي حياة.. لا أعلمها؟


  هل لزوجي حياة.. لا أعلمها؟
     عدد مرات المشاهدة: 1958        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أتمنى أن أكون قد وجدت المكان الصحيح الذي أطلب منه المشورة بعد الله .

على الرغم من ان مشكلتي قد تبدو بسيطه إلا أن القلق والشك سكنا قلبي ولا اجد أحدا بعد الله أبوح له همي بعد الله فلا اخت ولا ام اثق بهما لابوح لهما

أنا امرأة متزوجه منذ ثلاث سنوات ولدي طفل جميل ولله الحمد وزوجي رجل صالح لا أجد فيه إلا ماأحببت من الصفات.

ولله الحمد ومتفاعل في الاهتمام بأسرته الصغيره إلا أنني كنت ألاحظ عليه شيئا ألا وهو منعي من فتح جواله والنظر الى رسائله النصية على الرغم من انني اعرف جميع أرقامها السريه

وكان يتعذر بان لكل رجل خصوصياته وهو لابد أن تكون له خصوصيته في يوم ما ترك جواله في المنزل فقمت بفتحه والنظر الى رسائله فوجدت شيئا عجبت له لم أجد مقاطع سيئة أو صور قبيحا إلا أنثى وجدت رسائل من اخويه احد الرسائل يتكلم عن فتاه اجنبيه باسلوب مشين واسلوب اقرب الى المزاح وهذا مااظنه

والرسالة الاخرى من اخيه الآخر يخبره عن صديق له لديه صندوق من البيره يريدون ان يشتروا منه ولكنه يرفض ماهي هذه البيره لأتعلم ولكن من الواضح انها شيء لا يمكن ان يوجد بشكل طبيعي

مع العلم انني والله اعلم اجزم ان زوجي لا يشرب الخمر فلم اعهد منه يوما رائحه كريهه او ترنحا وما الى ذلك الا انني قلقت من سفره لوحده حيث إنه يسافر لغرض العمل مره او مرتين في السنه تقريبا

فهل من المعقول أن لزوجي حياة أخرى لا أعلم عنها ويحاول إخفاءها وعندما لمحت له وحاولت فتح جهازه أمامه رد علي باني لن اجد شيئا سيئا عنه ولكن عن احد آخر فما الفائده من معرفتي لذلك الا ان القلق تملكني والشك سكن قلبي بعدها

لماذا يحاول مستميتا إخفاء هذه الأشياء عني ان لم يكن له يد فيها مع انه لم يرد على الرسالتين الا ردا مقتضيا لم تستشف منه إيجابا او رفضا

فارجو من اصحاب الحكمة والمعرفة ان يصوروا علي حتى يزول الضباب عن حياتي مع العلم انه محافظ على الصلاة وقراءة القراآن

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله.. والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد ,,

أخيتنا الحبيبة.. منى.. حفظكِ الرحمن..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

إنه ليسرنا أن نرحب بكِ في موقعكِ((المستشار)) فأهلًا وسهلًا ومرحبًا بكِ.. ونشكركِ على ثقتكِ الغالية بنا.. ونسأله جلَّ وعلا أن نكون عند حسن ظنكِ..

كما ندعوه جلَّ جلاله أن يُذهب عنكِ هذا الشك والقلق.. وأن يربط على قلبكِ.. وأن يملأ حياتكِ سعادة وثقة وهناءً واستقرارًا، وأن يُذهب عنكم كيد شياطين الإنس والجن، إنه جوادٌ كريم..

أيتها الغالية..

يقول الرب سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا (الحجرات: 12)..

فليس من العقل أو الحكمة أن يُهدم كيان أسرة مستقرة بسبب ظن!!.. يقول سبحانه: إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (يونس: 36)..

أيتها الزوجة العاقلة..

لا ينبغي أو يشترط على الزوجة متابعة جوال زوجها أو تفتيشه.. فإذا ما امتنع شُك في أمره!..

فأرى عزيزتي بارك الله فيكِ أنكِ أعطيتِ الأمر أكثر مما يستحق.. وحتى تتخطي قلقكِ وشككِ.. أنصحكِ بالتالي:

1- ضعي نصب عينيكِ دائمًا صفات زوجكِ الإيجابية:

[ زوجي رجل صالح – لا أجد فيه إلا ما أحببت من الصفات – متفاعل في الاهتمام بأسرته الصغيرة – لم أجد في جواله مقاطع سيئة أو صورًا قبيحة – لم أعهد منه يومًا رائحة كريهة أو ترنحًا أو ما إلى ذلك].. فلله الحمد والمنة أن أنعم عليكِ بزوجٍ يحمل تلك الصفات..

2- توقفي فورًا عن البحث والتفتيش وراء زوجكِ أو حتى أمامه..

لأن قلقكِ وشككِ لن يزداد إلا قلقًا وشكًا.. وهو عندما يُخبركِ بأنكِ لن تجدي شيئًا سيئًا عنه يريد منكِ أن لا تبخسي دينه وخلقه لمجرد شكوكٍ لا أساس لها..

[ لماذا يحاول مستميتا إخفاء هذه الأشياء عني؟].. لأنه وببساطة يهتم لمشاعركِ.. ويقلق لقلقكِ.. ويريد أن يقتل شككِ لترتاحي.. فسعادته تكمن في سعادتكِ وسعادة ابنكما..

3- أما بالنسبة للبيرة..

فأذكر لكِ قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ((البيرة الموجودة في أسواقنا كلها حلال، لأنها مفحوصة من قبل المسئولين، وخالية من الكحول تمامًا والأصل في كل مطعوم ومشروب وملبوس الأصل فيه الحل، حتى يقوم الدليل على أنه حرام، لقوله الله تعالى:  هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا  (البقرة: 29).

فأي إنسان يقول: هذا الشراب حرام أو هذا الطعام حرام أو هذا اللباس حرام قل له: هات الدليل، فإن جاء بدليل فالعمل على ما يقتضيه الدليل، وإن لم يأت بدليل فقوله مردود عليه، لأن الله عز وجل يقول:  هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا  (البقرة: 29).

كل ما في الأرض خلقه الله لنا وأكّد هذا العموم بقوله جميعًا. وقال تعالى:  وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ  (الأنعام: 119) فالشيء المحرم لابد أن يكون مفصلًا معروفًا تحريمه فما لم يكن كذلك فليس بحرام، فالبيرة الموجودة في أسواقنا هنا في بلاد الحرمين كلها حلال ولا إشكال فيها إن شاء الله..))..

فقولك:

[الرسالة الأخرى من أخيه الآخر.. يخبره عن صديق له.. لديه صندوق من البيرة يريدون أن يشتروا منه.. ولكنه رفـــــــض].. هو تأكيد آخر على حسن تدينه وخلقه.. فلما الشك والقلق بعد إذن؟!!..

4- لا تجعلي للشيطان عليكِ مدخلا..

فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الشيطان يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه في الناس فأقربهم عنده منزلة أعظمهم عنده فتنة، يجيء أحدهم فيقول: مازلت بفلان حتى تركته وهو يقول كذا وكذا. فيقول إبليس: لا والله ما صنعت شيئًا. ويجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله. قال: فيقربه ويدنيه ويلتزمه ويقول: نعم أنت) رواه الإمام مسلم..

5- احرصي دائمًا على الحفاظ برابط الثقة بينكِ وبين زوجكِ..

قويًا متينًا لا تهزه سفاسف الأمور.. لأن رابط الثقة إذا اهتز أو قطع فلن يرجع كما كان إلا والحذر والمراقبة ملازمان له..

6- احذري رعاكِ الله من توجيه الاتهام والتأنيب والعتاب بشكل مباشر أو غير مباشر

لزوجكِ دون دليل قاطع وواضح وقوي.. فكثرة التأنيب والتشكيك في التصرفات ووضع الإنسان موضع الاتهام الملزم للدفاع عن النفس هو شعورٌ تأباه أي نفسٍ بشرية.. فضلًا على أن تكون هذه النفس نفسًا محبةً متفانيةً من أجل سعادة أفراد أسرتها..

7- ابدئي من الآن..

وانفضي عنكِ غبار القلق والشك.. واجتهدي في إظهار المزيد من الثقة بنفسكِ وبزوجكِ وأسرتكِ.. والمزيد من الحب والسعادة والبهجة.. فلا تحرقي يومكِ لمجرد أوهامًا لا صحة لها..

8- أكثري من الدعاء

أن يخلصكِ الله من القلق والشك ,, واجتهدي في مقاومة هذا الهاجس بأن تبالغي في إكرام زوجكِ والإحسان إليه حتى تتعافي منه تمامًا.. وأكثري من الاستغفار والقرب من الله سبحانه بالإكثار من الأعمال الصالحة يقول تعالى:  أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب  (الرعد: 28)..

وأخيرًا::

ابدئي من اليوم ولا تترددي في أخذ هذه النصائح وتطبيقها على أرض الواقع.. مع عقد النية في حسن تبعلكِ لزوجكِ.. وبإّذن الله ستكون المسألة مسألة وقتٍ فقط.. وعما قريب يختفي الشك والقلق ليحل محلهما الثقة وراحة البال وهدوءه..

وختامًا::

أسأل الله بمنه وكرمه أن يشرح صدركِ ويزيل همكِ.. وأن يرزقكِ التوفيق والسداد والسعادة الأسرية.. آمين..

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.. دمتِ بود..

الكاتب: أ. سارة فريج السبيعي

المصدر: موقع المستشار